من هو المسؤول عن إدارة البيانات؟ ثلاثة أدوار أساسية لبناء ثقافة البيانات في منظمتك
- Abdullrahman Al Shaar
- May 18
- 3 min read

في عالم تتسارع فيه القرارات بناءً على ما تتيحه البيانات، تبرز الحاجة إلى فهم بسيط وواضح: من يتحمل مسؤولية البيانات داخل المؤسسة؟ الإجابة ليست اسمًا واحدًا أو منصبًا إداريًا بعينه، بل مجموعة من الأدوار التي تتكامل لتمنح البيانات معناها الحقيقي.
سواء كنت تعمل في إدارة عليا، أو ضمن فريق تقني، أو في قسم يستخدم البيانات يوميًا، من المهم أن تميّز بين ثلاثة أدوار محورية: مسؤول البيانات، ومالك البيانات، واللجنة التنفيذية للبيانات. هذه ليست تسميات تجميلية، بل وظائف ضرورية لضمان أن تكون البيانات أداة فاعلة، لا عبئًا إداريًا.
دعونا نأخذ هذه الأدوار ببساطة، ونتحدث عنها كما لو كنا داخل المؤسسة، نُرتب المسؤوليات ونرسم خارطة طريق لثقافة بيانات ناضجة.
الدور الأول: مسؤول البيانات - Data Steward الشخص المتعايش مع البيانات يومياً
تخيل موظف في قسمك يعرف بالضبط كيف تُجمع البيانات، ولماذا تُستخدم، ويلاحظ الأخطاء قبل أن تتحول إلى تقارير مضللة. هذا هو مسؤول البيانات. لا يحمل صفة إدارية، لكنه عنصر لا غنى عنه في الحفاظ على صحة البيانات.
هو الذي يعرف أن استبيان العملاء فيه سؤال غير واضح. أو أن بعض الحقول لا يتم تعبئتها بشكل منتظم. دوره ببساطة: أن يضمن أن البيانات تعكس الواقع بدقة.
ماذا يفعل عادةً؟
يتابع كيف يتم جمع البيانات ويقترح تحسينات.
يوضّح لفريق البيانات خلفية الأرقام.
يرصد مشكلات الجودة قبل أن تتراكم.
ما الذي نتوقعه منه؟
توصيات عملية لتحسين النماذج والنماذج المستخدمة.
تنبيهات عن ثغرات في البيانات.
مساهمة فعلية في جعل البيانات مفهومة وسهلة الاستخدام.
الدور الثاني: مالك البيانات - Data Owner صاحب القرار وصوت القسم
البيانات لا تُستخدم في الفراغ. هناك دومًا من يُسأل: هل نشارك بيانات العملاء في هذا المشروع؟ هل نُحدّث قاعدة بيانات الموظفين؟ هذا هو مالك البيانات.
غالبًا ما يكون شخصًا ذا خبرة في مجاله، يفهم أهمية البيانات وحساسيتها. هو من يرسم حدود الاستخدام، ويقرر مَن يحق له الوصول، ويوازن بين الأمان والفعالية.
دوره الطبيعي يشمل:
الموافقة على استخدام البيانات في المشاريع.
مراجعة مدى امتثال البيانات للسياسات.
تحديد أولويات التحسين والتطوير.
ما الذي ننتظره منه؟
قرارات واضحة ومستنيرة بخصوص استخدام البيانات.
وثائق سياسة استخدام البيانات.
دعم مباشر لفريق البيانات عند الحاجة.
الدور الثالث: المسؤول التنفيذي للبيانات - Data Executive - العقل الجمعي للرؤية الاستراتيجية
عندما يصبح الحديث عن البيانات جزءًا من استراتيجية المؤسسة، تظهر الحاجة إلى جهة عليا تنسّق، وتوجّه، وتحسم. هنا يأتي مسؤول البيانات التنفيذي والذي غالباً ما يشغل منصباً رسمياً مثل Chief Data Officer.
يجتمع مع مدراء الأقسام لتحديد المسار التقني لكل قسم في سياق البيانات، وحل التعارضات، وضمان أن التحول الرقمي لا يتوقف في هذه الأقسام.
ماذا يفعل فعليًا؟
يتابع مؤشرات التقدم في استخدام البيانات.
يتخذ قرارات استراتيجية عند المفترقات.
يدعم ويسعى للاستثمار في البنية التحتية للبيانات.
ما النتائج التي يقدمها؟
قرارات تُفعّل الرؤية ولا تبقيها على الورق.
محاضر موثقة للاجتماعات والمخرجات.
خارطة طريق تتحدث بلغة الأرقام والواقع.
لماذا هذه الأدوار مهمة؟
غياب أي دور من هذه الثلاثة يجعل المؤسسة تمشي على قدم واحدة. البيانات قد تكون موجودة، لكنها غير مفهومة. أو مفهومة، ولكن بلا صلاحية واضحة للاستخدام. أو تستخدم، ولكن بدون رؤية تربطها بالأهداف الكبرى.
عندما تتكامل هذه الأدوار، تبدأ المؤسسة برؤية جديدة: كل قسم يعرف مسؤولياته، وكل قرار مبني على معلومة، وكل معلومة تمر عبر مسار واضح.
إذا أردت أن تُحدِث فرقًا حقيقيًا في طريقة تعامل مؤسستك مع البيانات، لا تبدأ بالأدوات. ابدأ بالناس.
شاركني رأيك
هل تطبّق مؤسستك هذه الأدوار الثلاثة؟ هل ترى أن هناك دورًا آخر يجب أن يُضاف؟
أو ربما تواجه تحديات في توزيع المسؤوليات المتعلقة بالبيانات؟ ماهي هذه التحديات؟
شاركني في التعليقات بأفكارك أو تجاربك، وإذا أعجبك المقال، لا تنسَ مشاركته مع من يهتم ببناء ثقافة بيانات فعّالة داخل المؤسسات.
Comments