5 خطوات عملية لبناء مسيرة مهنية ناجحة في علوم البيانات – دروس من خبراء سوريين عالميين في علوم البيانات
- Abdullrahman Al Shaar
- Jun 30
- 3 min read

خلال جلسة "ما بعد الحدود الجغرافية: قصص لخبراء سوريين في مجال علوم البيانات" التي قمنا بتنظيمها في مجتمع سوريا لعلوم البيانات، استمعنا ألى جانب أكثر من مئة شخص قام بالحضور فيزيائياً وعبر الانترنت، إلى قصص أربعة خبراء سوريين يعملون اليوم في مجالات تحليل وعلوم البيانات ضمن شركات عالمية واستشارية وناشئة. وبينما اختلفت تفاصيل رحلاتهم من سوريا إلى الإمارات وهولندا وألمانيا، كان هناك خيط مشترك يربط قصصهم جميعًا: النجاح في هذا المجال لا يأتي من إتقان أداة واحدة أو شهادة بعينها، بل من منهجية تفكير واضحة وخطوات عملية ملتزمة تصنع الفرق على المدى الطويل.
إليك خمس نصائح جوهرية تلخّص هذه الجلسة:
بناء عقلية حل المشاكل - Problem Solving Mindset
أول ما شدّ انتباهي في حديثهم هو تركيزهم على أهمية البدء من المشكلة وليس من الأداة. تعلم Python أو SQL هو مهارة لا غنى عنها لأي شخص في علوم البيانات، لكن الأهم منها هو القدرة على التفكير التحليلي، أي أن تدرب عقلك على تحليل أي مشكلة تواجهها وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة قابلة للحل، ثم البحث عن أكثر من طريقة للوصول إلى النتيجة الأمثل. هذا النوع من التفكير هو ما يجعل منك محلل بيانات حقيقيًا، وليس مجرد مستخدم لأداة تقنية.
بناء محفظة أعمال البيانات - Projects Portfolio
انتقل الحديث بعد ذلك إلى نقطة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأولى، وهي قيمة المشاريع الشخصية. جميع الخبراء أجمعوا على أن المشاريع الشخصية – مهما بدت صغيرة أو بسيطة – هي البوابة العملية لبناء الثقة بالنفس وإثبات المهارة أمام الآخرين. أحد المتحدثين ذكر أنه بدأ بمشروع بسيط جدًا لتحليل بيانات أسعار الخضار في منطقته، بينما آخر أشار إلى أول مشروع له الذي كان تحليل بيانات لمؤسسة خيرية عمل فيها تطوعًا. هذه المشاريع، حتى وإن لم تكن مرتبطة بوظيفة، تصنع أثرًا واضحًا في مسيرتك وتجبرك على التفكير النقدي الكامل: من تنظيف البيانات وتحليلها إلى عرض النتائج بشكل مفهوم.
الانخراط في شبكات علاقات ومعارف في المجال - Building Networks
ومع أهمية المشاريع الشخصية، أشار المتحدثون إلى أن بناء الشبكات والعلاقات المهنية كان عاملًا حاسمًا في وصولهم إلى حيث هم اليوم. الكثير من الفرص لا تأتي من إعلانات الوظائف، بل من دردشات بسيطة على LinkedIn، أو لقاءات في ورشات عمل، أو حتى تواصل مباشر مع شخص يعمل في المجال ذاته. بناء شبكة علاقات قوية ليس مجرد رفاهية اجتماعية؛ بل هو وسيلة عملية للوصول إلى فرص لم تكن لتعرف بوجودها أصلًا.
الحرص على فهم مجال العمال - Understanding the industry
ورغم كل المهارات التقنية والشبكات المهنية، بقي عامل أساسي يؤكد عليه الجميع: فهم طبيعة المجال والقطاع الذي تعمل به. قد تكون قادرًا على كتابة أفضل الأكواد وتحليل أكبر مجموعات البيانات، لكن دون فهم عميق لطبيعة الصناعة أو القطاع، سيبقى عملك سطحيًا وغير مكتمل القيمة. الخبراء أكدوا أن قراءة تقارير ومقالات متخصصة في القطاع الذي تهتم به، حتى لو كانت بشكل أسبوعي، تصنع فرقًا هائلًا في طريقة تصميمك للحلول وتحليلك للمشكلات.
تطوير المهارت الشخصية - Personal Skills
وأخيرًا، تحدث الجميع عن المهارة التي تميز محلل البيانات المحترف عن المبتدئ: مهارات التواصل والعرض. فإيصال النتائج بلغة بسيطة واضحة يفهمها غير المتخصصين هي مهارة لا تقل أهمية عن التحليل ذاته. القدرة على تبسيط المفاهيم والأرقام المعقدة وعرضها بشكل مقنع يفتح لك أبوابًا أوسع للعمل والتأثير.
ما تعلمته من هذه الجلسة أن النجاح في علوم البيانات ليس طريقًا غامضًا أو حكرًا على من يدرسون التخصصات التقنية فحسب. بل هو مسار مفتوح لكل من يمتلك عقلًا فضوليًا، شغفًا بالتعلم المستمر، وإرادة قوية لتطبيق المعرفة بشكل عملي مهما كانت الإمكانيات الحالية محدودة.
ويبقى السؤال الذي أطرحه عليك بعد قراءتك لهذه الأفكار: ما هو المشروع الأول الذي تخطط للبدء به هذا الشهر لتعزيز مسيرتك في علوم البيانات؟
وأنا هنا لأقدم لك المساعدة:
اختر مشروعًا واحدًا هذا الشهر، وسأساعدك بفكرة أو توجيه لتبدأ به فورًا.
شارك مشروعك أو فكرتك في التعليقات أو أرسلها لي مباشرة، فلعلّ هذه الخطوة البسيطة تكون الشرارة التي تغيّر مسارك المهني في علوم البيانات نحو الأفضل.
Comments